تحتوي ثمار الكمأة "الترفاس" التي تنبت على الأمطار الخريفية الرعدية، في بعض المناطق النائية بصحراء مطروح، على قيمة غذائية عالية وشهية المذاق عقب طهيها، إضافة إلى أنها تعالج عدد من الأمراض وبمثابة مقوي عام ومنشط جنسي، كما يستخدم ماء عصارته علاج لأمراض العين منذ القدم عند العرب، ويبدأ موسم البحث عنها خلال هذه الفترة مع بداية فصل الربيع.
ويصفها البعض بـ"بالثمرة الكنز" لندرتها وارتفاع قيمتها الغذائية والعلاجية وارتفاع أسعارها حيث تُباع الأنواع الجيدة منها بأسعار تصل لـ2000 جنيه للكيلو، ويصل متوسط سعرها التصديري لـ 100 دولار، وخلال السنوات الأخيرة تزايد الطلب والبحث عن ثمارها، للاستهلاك الشخصي، أو بيعها لزبائن معروفين داخل مصر أو دول الخليج.
وتنبت ثمار الترفاس الدرنية، في عدد من البلاد العربية، وفي بعض مناطق الصحراء الغربية بمطروح ومناطق شرق ليبيا، في مجموعات على الأمطار الرعدية المبكرة فقط، خلال فصل الخريف، لذلك يطلق عليها في بعض البلاد "بنت الرعد " وهي عبارة فطر ينبت بدون بذور أو تدخل في زراعته، لا يخرج لها سيقان أو أوراق، وتكون تحت قشرة الأرض، ويكتمل نموها نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، حيث يبدأ في الكشف عن نفسه، من خلال تشقق قشرة الأرض وتفقعها، وهو ما يزيد صعوبة العثور على الثمار، وتستغرق رحلات البحث عنه أياماً، ولا يَعرف أماكن تواجده إلا ذوي الخبرة، حيث أنه لا ينبت في أي تربة ويكون مخبأ تحت قشرة الأرض، ولا يظهر منه شيئا، ولا يستدل عليه إلا عند اكتمال نمو الثمار، من خلال تشقق الأرض فوق الثمرة، لذلك يسمى نبات النفقع.
ويشبه الترفاس ثمار البطاطس من حيث الشكل، ولكنها تختلف من حيث الأنسجة، فالثمار رخوة وملمسها لحمي، ولها ألوان مختلفة، فمنها الأبيض ويسمى الزُبيدي وهو الأكثر قيمة غذائية والأعلى سعراً، والأحمر ويسمى الخلاصي، والأشهب، وغير ذلك، وجميعها ذات طعم لذيذ وشهي بعد طهيها بشكل جيد، وقد يسبب تناولها قبل طهيها عسر هضم وأضرار أخرى معوية.
ويخرج هواة ومحترفي البحث عن الترفاس، في رحلات داخل الصحراء بمناطق معروفة لهم بحثاً عن الفطر الثمين، من أجل تناوله كوجبة ثمينة ونادرة، أو بيعه بأسعار عالية داخل مصر أو تصديره لدول الخليج بأضعاف سعره، عندما يتم العثور على كميات منه.
وتُعرف الكمأة عند أهالي مطروح، وبعض مناطق ليبيا باسم "الترفاس" وتعرف في الدول العربية الأخرى، بأسماء مختلفة مثل الفقع أو بنت الرعد، وهو فطر ينبت طبيعياَ بدون تدخل في زراعته، وتحتوي ثماره على نسبة عالية من البروتين والدهون والنشويات والسكريات والألياف والعناصر المعدنية من بينها البوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم والفسفور والصوديوم والحديد وهو ما يجعله من أكثر الثمار الحاوية لمقومات غذائية عالية.
وتُباع ثمار فطر الكمأة أو الترفاس بأسعار باهظة، نظرا لقيمته الغذائية والصحية العالية، وندرته في نفس الوقت، حيث يبدأ سعر الكيلو من 1000 ويتجاوز 2000 جنيه، ويزيد السعر عند الندرة وحسب النوع وحجم الثمار، وفي حال تصديره وبيعه للزبائن من الخليج الذين يتواجدون في مصر، ممن يعرفون فوائد وقيمة هذه الثمار، يتجاوز سعر الكيلو 100 دولار حسب النوع والحجم والكمية.
وأكد فاروق أبوظاوة أحد هواة البحث عن الترفاس، على ضرورة تناول الثمار بعد طهيها، لتجنب أية أعراض مثل عسر الهضم وآلام المعدة، مضيفاً أن تناولها بعد الطهي يعالج بعض الأمراض ومعروف عند العرب منذ القدم كعلاج ومقوي عام لجهاز المناعة، كما يعد مقوي جنسي طبيعي، لاحتوائه على الكثير من الفيتامينات والمعادن والسعرات الحرارية التي تساعد في تعويض الطاقة، وهو ما يرفع سعره بشكل كبير، كما أن ماء الكمأة يقوّي البصر ويعالج بعض أمراض العين.
وأوضح أنه يُستخلص ماء الكمأة لعلاج أمراض العين، من خلال تنظيف الثمار بشكل جيد وعصرها وتصفية ماء العصارة جيداً، قبل تعبئته في عبوات قطارة، وبيعه للعطارين، وهناك من يقدمه كهدية أو يتبرع به مجاناً كصدقة لمرضى العيون.
الترفاس الزبيدي الاغلى سعرا لجودته
الكمأة غالية الثمن والقيمة الترفاس كنز طبيعي
ثمار الترفاس الكبيرة هي الأعلى سعرا
رحلات البحث عن الترفاس في صحراء مطروح
رحلات البحث عن فطر الترفاس في صحراء مطروح
فقع سطح الارض دليل على وجود فطر الترفاس
موسم البحث عن الترفاس في صحراء مطروح